الولايات المتحدة الأمريكية تكشف عن خطط مبتكرة لبرامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار

في الآونة الأخيرة، اجتمع كبار المسؤولين في منطقة الكاريبي والولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة قضايا تتعلق ببرامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار. أسفرت الجلسة الحوارية عن وضع ستة مبادئ يتوجب على برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار الآن اتباعها، وأعربت الحكومات الكاريبية في كل من أنتيغوا وباربودا ودومينيكا وغرينادا وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا عن التزامها بتحقيق هذه المبادئ.

المبادئ المقترحة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية هي وباختصار:

١. اتفاق جماعي بشأن الطلبات المرفوضة: عدم معالجة طلبات الأفراد المقدمة الذين تم رفض طلباتهم في أي ولاية قضائية أخرى لبرامج الجنسية عبر الاستثمار عن طريق مشاركة فعّالة للمعلومات حول حالات الرفض بشكل مسبق. 

٢. المقابلات: إجراء مقابلات شخصية أو عبر الفيديو مع المتقدمين. 

٣. فحوصات إضافية: يجب على كل سلطة إجراء فحوصات على كل طلب مع وحدة الاستخبارات المالية في بلدها المعني. 

٤. عمليات التدقيق: إجراء تدقيق سنوي للبرنامج أو كل سنتين وفقاً للمعايير المقبولة دولياً. 

٥. استرجاع جوازات السفر: يجب طلب مساعدة الشرطة في استرجاع جوازات السفر المسحوبة أو المطلوب إرجاعها. 

٦. معاملة الروس والبيلاروسيين: تعليق معالجة الطلبات المقدمة من الروس والبيلاروسيين. 

لقد اعتبر الكثيرون أن هذا الاجتماع يمثل مسألة سلبية، وذلك نظراً للتهديد الذي يشكله تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار في دول منطقة الكاريبي على سيادة الدول المقدمة للبرنامج وحقها في الحكم الذاتي.

ومع ذلك، إن تدخل الولايات المتحدة في قوانين برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار هو مثال بارز على تدخل قوة عظمى عالمية في الشؤون المحلية للدول النامية، إلا أن وصفها بأنها مسألة سلبية لا يأخذ في الاعتبار الآثار الجغرافية-السياسية الأوسع تأثيراً.

الاجتماع الأمريكي-الكاريبي له تأثير إيجابي على برامج الجنسية عبر الاستثمار

لا يخفى على أحد أن برامج الجنسية عبر الاستثمار قد لفتت انتباه الدول العالمية القوية مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، حيث يوجد مسؤولين حكوميين فيهما يعارضون هذه البرامج بقوة.

ولهذا قد يبدو أن تدخل قوة عالمية أخرى هو أمر مبالغ فيه حالياً، لكن يعد موقف الولايات المتحدة الأمريكية مختلفاً كلياً، حيث أن الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الأمريكية مع برامج الجنسية عبر الاستثمار توضح الفرق الكبير بين أهداف الولايات المتحدة الأمريكية مقارنةً بأهداف الدول الأوروبية العظمى.

تحديث هام: يمكن استمرار تأشيرة البرتغال الذهبية مع تغييرات جديدة

وبالنظر إلى من حضر الاجتماع من كلا البلدين، فإن الدول الكاريبية أرسلت جميع مسؤوليها الكبار ذوي الصلة ببرامج الجنسية، من رؤساء الوزراء وصولاً إلى المدراء التنفيذيين لبرامج الجنسية عبر الاستثمار، مما يدل على حضور جميع صناع القرار في هذا الاجتماع.

بينما حضر من الجانب الأمريكي عدد كبير من كبار المسؤولين الماليين من وزارة الخزانة الأمريكية ومن إدارة التنظيم المالي الأمريكية وغيرها.

لم يكن هدف الاجتماع الضغط على برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار حتى يتم إغلاقها في نهاية المطاف، ولكن كان هدف الاجتماع تبسيط هذه البرامج وضمان مصداقيتها المالية وكفاءة عملياتها واستمراريتها، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك مدى أهمية هذه البرامج لاقتصاد الدول الكاريبية.

نجاة للاقتصادات

في عام ٢٠٢٠، شكل برنامج جنسية سانت كيتس ونيفيس عبر الاستثمار حوالي ٣٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة. أما برنامج دومينيكا فقد شكل ٢٥٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام ٢٠١٩ و٥٢٪ من أجمالي إيرادات الحكومة. تعتبر برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار أساساً لاقتصاد هذه البلدان، وتدرك الولايات المتحدة ذلك تماماً ولا تسعى إلى تهديد هذا المصدر المالي بل ترغب في ضمان الاستمرارية المالية لهذه البرامج بشكل آمن والمساعدة في مكافحة الاحتيال ومكافحة غسل الأموال.

يمثل موقف الولايات المتحدة الأمريكية اختلافاً كبيراً عن موقف دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، حيث إن هذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يتم فيها مساعدة برامج الجنسية عبر الاستثمار الكاريبية بفعالية من قبل دولة قوية عالمياً بدلاً من انتقاد هذه البرامج بشدة من دول تبعد ٣،٠٠٠ ميلاً عن الدول الكاريبية.

مع استثناء حظر الروس والبيلاروسيين من التقديم على هذه البرامج، فإن جميع الممارسات التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر إجراءات أساسية لضمان فعالية إجراءات البرنامج وضمان الجودة المالية، حيث أنها لن تعيق من طريقة عمل البرامج بل ستزيد من استمراريتها ومستوى التميز العام الخاص بها.

إضافة المواليد الجدد بعد الحصول على الموافقة: برامج الجنسية الكاريبية الأكثر ملاءمة للعائلات

من خلال الالتزام بهذه المبادئ المطروحة، فإن برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار تضمن أن عملياتها تخلو من المخاطر وتتوافق مع اللوائح المالية الأمريكية وتخضع لإجراءات تشغيل موحدة (SOPs).

إن عمليات التدقيق المالي وعمليات التحقيق الأمني المكثفة وطريقة التعامل مع الطلبات المرفوضة مسبقاً والمشاركة الفعّالة للمعلومات واسترجاع الجوازات بطريقة موحدة، هي جميعها تغييرات منطقية وقابلة للتطبيق على برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار والتي كان من المتوقع اتّباعها في نهاية الأمر، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية اقترحتها أم لا.

متطلب إجراء المقابلات هو إضافة ممتازة أخرى حيث تمثل خطوة إضافية في عملية معالجة الطلبات (التي تعتبر قصيرة وسريعة جداً)، ولكن ينتج عن هذه الإضافة إجراءات أفضل بشكل عام.

تعزز المقابلات من مصداقية البرنامج ومن مصداقية وكلاء التسويق الدوليين، حيث أن العميل سيشعر بالاطمئنان والراحة عندما يعلم أن وكيله يمثل خط اتصال مباشر له بالحكومة، مما يضمن أن هذا الوكيل هو وكيل معتمد لدى الحكومة.

بالإضافة إلى ذلك، توفر المقابلات وسيلة أسهل لتبادل المعلومات، حيث بدلاً من قيام المسؤولين الحكوميين بفحص الوثائق بشكل مكثف وطلب المزيد من المعلومات او التوضيحات الإضافية (الكثير منها يرتبط بالاختلافات الثقافية والاختلاف بالإجراءات السياسية بين البلدان)، فإنه يمكنهم القيام بذلك من خلال المقابلة مما يجعل العملية أكثر كفاءة وأسرع بشكل كبير.

تعتبر جميع التغييرات المطروحة ذات توجه عملي ومالي وتهدف إلى تحسين البرامج المتوفرة. إن المبدأ الوحيد الذي له توجه شبه سياسي هو حظر الروس والبيلاروسيين من التقديم على هذه البرامج.

الجنسية الكاريبية: طريقك المثالي للحصول على الإقامة الأوروبية

أكدت مصادر مقربة من الحاضرين في الاجتماع أن اقتراح حظر الروس والبيلاروسيين من التقديم على البرامج جاء بسبب صعوبة إجراء عملية التحقيق الأمني لمواطني الدولتين لكونهم جزء من منطقة نزاع، بالإضافة إلى صعوبة تتبع العقوبات والقضايا الفردية، مما بالتالي يضع هذا الاقتراح ضمن سياق توحيد المعايير المالية التي تشمل باقي المبادئ.

هناك أقلية (صغيرة جداً) تعتقد أن هذا هو ثمن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لبرامج الجنسية الكاريبية، حيث أنها تفرض موقفها السياسي نتيجة لتصاعد الثنائية السياسية العالمية. ولكن إذا كانت هذه هي الحالة، فلن يقتصر الحظر على الروس والبيلاروسيين فحسب، مما يجعل هذه الحجة ضعيفة في هذه الحالة.

حليف قوي

برأيي، يجب النظر إلى اجتماع الولايات المتحدة مع المسؤولين في منطقة الكاريبي كخطوة إيجابية داخل المنطقة، حيث أنه من الواضح أن هدف الولايات المتحدة ليس الضغط أو إدانة برامج الجنسية عبر الاستثمار، ولكن رفعها إلى مستوى أعلى.

أشار أحد أصحاب المصلحة في برامج الجنسية الكاريبية عبر الاستثمار الذي تحدثت معه مؤخراً أنه إذا كان هدف الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق هذه البرامج فيمكنها بكل فعل ذلك بكل سهولة عبر تقديم مساعدات مالية تفوق ما تنتجه هذه البرامج مقابل إنشاء تحالفات سياسية ومالية أكثر.

عملية التقديم عن بُعد لطلبات الجنسية عبر الاستثمار

على الرغم من أن هذا يعد تبسيطاً للواقع، إلا أن الجوهر الأساسي لا يزال صحيحاً، حيث يمكن للولايات المتحدة الأمريكية بفضل قوتها الاقتصادية الهائلة وتأثيرها السياسي أن تلحق أضراراً كبيرة إذا كان هذا هو هدفها النهائي.

بالنظر إلى حقيقة أن أكثر من ٥٠٪ من السياح في منطقة الكاريبي يأتون من الولايات المتحدة الأمريكية وأن المطارات الأمريكية تعد بوابة رئيسية للسفر من وإلى الدول الكاريبية، فإن هذا سيساعدك على فهم مركز القوة الذي تحتله الولايات المتحدة والذي يمكنها من التفاوض عبره.

ولكن ما يهم حقاً أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستغل قوتها ولكن قدمت رؤيتها ودعمها لبرامج الجنسية الكاريبية، وهذا بالنسبة لي هو المكسب الكبير للدول الكاريبية، حيث أصبح لديهم الآن حليف قوي يدعم تعديل برامجها بدلاً من توجيه الانتقادات فحسب، وهذا بكل تأكيد انتصار كبير.

 

تواصل معنا من خلال:

• • • • • • • • • • • • الهاتف الأرضي: ٠٠٩٧١٤٤٣٠١٧١٧
                      • الموبايل: ٠٠٩٧١٥٤٤٤٠٢٩٥٥
                      • الواتس أب: ٠٠٩٧١٥٤٤٤٠٢٩٥٥
                      • البريد الإلكتروني: [email protected]
                      • سيغنال: ٠٠٩٧١٥٤٤٤٠٢٩٥٥
                      • تيلغرام: ٠٠٩٧١٥٤٤٤٠٢٩٥٥