نيبال تقترح تأشيرة رحّالة رقميين لمدة ٥ سنوات للعاملين عن بُعد

تستعد نيبال لإطلاق تأشيرة مخصصة للرحّالة الرقميين تتيح للعاملين عن بُعد وعائلاتهم الإقامة في البلاد لمدة تصل إلى خمس سنوات، وفقًا لمقترح جديد قدمته اللجنة الاقتصادية العليا التابعة للحكومة.

إذا تم اعتمادها، ستمنح التأشيرة إقامة أولية لمدة عام واحد قابلة للتجديد، وستكون مستوحاة من نماذج مشابهة مثل تأشيرة "وجهة تايلاند". تهدف هذه السياسة لجذب المهنيين الذين يعملون لصالح شركات أو عملاء خارج نيبال، بما يضيف موارد مالية وسكانًا أجانب طويلَي الأمد إلى الاقتصاد المحلي.

يشمل المقترح فرض ضريبة دخل موحدة بنسبة ٥٪ على العاملين عن بُعد الذين يقيمون في نيبال أكثر من ١٨٣ يومًا سنويًا. وعلى الرغم من أن تفاصيل التنفيذ لا تزال قيد المراجعة، فقد أوصت اللجنة بعدة متطلبات أساسية تشمل:

• إثبات العمل عن بُعد (وظيفة، عمل حر، أو امتلاك مشروع في الخارج)
• دخل شهري لا يقل عن ١،٥٠٠ دولار أمريكي أو ٢٠،٠٠٠ دولار أمريكي كرصيد بنكي
• تأمين صحي دولي بقيمة تغطية لا تقل عن ١٠٠،٠٠٠ دولار أمريكي

رغم أن المتطلبات النهائية ومواعيد الإطلاق لم تُحدد بعد، فإن هذه الإرشادات الأولية تُظهر اهتمامًا إقليميًا متزايدًا بجذب المواهب العالمية من خلال برامج إقامة مرنة ومواكبة لأسلوب الحياة الحديث.

ما الذي يجعل نيبال وجهة جاذبة للرحّالة الرقميين؟

تقدّم نيبال توازنًا فريدًا للعاملين عن بُعد، من حيث انخفاض تكاليف المعيشة، وجمال الطبيعة، والبنية التحتية المتنامية لدعم العمل عن بُعد. تتوفر مساحات عمل مشتركة، ومقاهي عصرية، وإنترنت موثوق في المدن الكبرى، مما يجعل البلاد أكثر قابلية للإقامة طويلة الأمد للأجانب.

تُعد كاتماندو قاعدة مثالية للرحّالة الرقميين بفضل بيئة العمل المشترك النشطة، والأحياء التي يسهل المشي فيها، والمزيج الغني بين العمارة الحديثة والتاريخية. أما مدينة بوكارا، فهي وجهة صاعدة للراغبين في نمط حياة أكثر هدوءًا، بفضل إطلالتها على البحيرة والجبال وانخفاض الكثافة السكانية فيها.

ولا تقتصر جاذبية نيبال على الجانب المهني فقط؛ فالتجربة الثقافية متغلغلة في الحياة اليومية، من الأديرة البوذية والمعابد الهندوسية إلى المهرجانات التقليدية والمأكولات المحلية. يمكن للرحّالة الرقميين الموازنة بين جداول أعمالهم مع عطلات نهاية الأسبوع في الجبال، أو نزهات البحيرات، أو رحلات المشي في الصباح الباكر في جبال الهيمالايا.

يأتي هذا المقترح في وقت تعيد فيه العديد من الدول النظر في سياسات الإقامة استجابةً لتحولات سوق العمل العالمي ونمط الحياة السياحي المتنقل. وإذا تم تطبيقه، فقد يساعد برنامج نيبال على جذب الزوّار ذوي الإنفاق المرتفع والإقامة طويلة الأمد الذين يُساهمون اقتصاديًا وثقافيًا دون التنافس على سوق العمل المحلي.